في مجتمعنا، يُلاحظ كثيرًا الشكوى من أن العديد من الفتيات لا يُنظر إليهن على أنهن مناسبات للزواج بسبب تبنيهن لأفكار النسوية. ولكن، يجب أن نتساءل عن الدور الذي نلعبه نحن كآباء وأشقاء في هذا السياق.

إذا كنت أبًا ترغب في زواج ابنك من امرأة تتمتع بقيم تقليدية دون تأثرها بأفكار النسوية، فهل بذلت جهداً مماثلاً في تربية ابنتك؟ هل ركزت على تعليمها وتنشئتها بحيث تكون قادرة على احترام زوجها مستقبلاً، وتكون الأم المثالية لأطفالها، دون جعله هدفاً لتحقيق الاستقلال المادي فقط؟ وهل نشأتها على قدسية الحياة الزوجية والابتعاد عن المظاهر الزائفة للرفاهية والترف؟

أو هل أنت تقدم للمجتمع معايير مزدوجة، ترغب فيها لزوجة ابنك دون تطبيقها على ابنتك؟

لذا، إذا كنت شابًا تبحث عن زوجة بمواصفات معينة، فهل تجد هذه الصفات في أختك؟ هل ترضى بمن يتقدم لخطبة أختك بأقل من تلك المواصفات التي تطالب بها؟

إن كان هدفنا حماية أبنائنا من الزواج ممن نعتبرهم "صاحبات الأفكار النسوية"، فيجب علينا العمل على تربية بناتنا بمنظور يوازن بين الحداثة والتقاليد، يُعدّهن ليكونن زوجات وأمهات صالحات. بهذه الطريقة، يمكننا المساهمة في بناء مجتمع أكثر سعادة وانسجامًا. سلام

image