4 d ·Translate

وأنا أنتظر طفلي داخل مختبر للتحاليل الدم لكي نعرف مرة أخرى هل هو في حاجة إلى الدم أو لا وهذا موضوع قديم وطويل (رحلة أربعة عشر سنة).
وأنا في شدة القلق على طفلي الذي تعمدت أن يدخل وحده مع الممرضة هناك لأنه أصبح بعمر الخامسة عشر وعليه الاعتماد على نفسه......
أثار انتباهي سيدة تقف عند الفتاة المكلفة بالاستقبال ،سيدة نحيفة وترتدي زيا عصريا كباقي السيدات في هذا العصر لكنها كانت محجبة ومحتشمة واثار التراب على اقدامها وصندلها ،اي أنها مشت مسافة طويلة لتصل لهذا المختبر، السيدة كانت تسأل عن تحليل وواضح أنه ليس تحليل دم لأن فتاة الاستقبال كانت تشرح لها بأنه تشريح ويستوجب وقتا لهذا لن تستطيع أخذ النتيجة اليوم أو غدا .
استسلمت السيدة واعطت للفتاة 300 درهم وجلست تنتظر دورها ،فنظرت اليها وإذا بي أرى في عينيها ويدها التي كانت على وجهها قلقا وحزنا كبيرين هذا القلق والحزن الذين اعرفهما عز المعرفة واللذين رافقانني لمدة طويلة جداً.
تمنيت أن اجلس بجوارها وامسك بيدها وأطمئنها وأقول لها بأنه مهما كانت النتيجة لهذه التحاليل فإن قسوتها لن تكون بقسوة الخوف الذي تواجهه الآن ولن يأخذ منك المرض ما يأخذه القلق منك الآن ،اعرف سابقاً أن الوضع صعب لكنه ليس بصعوبة هاته اللحظات المخيفة ،تمنيت أن اهدئها حتى وإن كنت ساكذب عليها ،المهم أن تطمإن ولو للحظات وتدرك أنه مهما كانت النتيجة فهي خير من الله سبحانه وتعالى ..وووو
كما تمنيت في لحظات كثيرة مثل هاته أن يطمئنني أحدهم حتى ولو كذبا🥺
لكني لم أجرؤ على النهوض من مكاني أو حتى النظر في وجهها والابتسامة في وجهها😔